ناديا الدجاني لـ”جلنار”:
الخليجيات أكبر المشترين للمجوهرات الشرقية
فن تصميم المجوهرات يشهد نهضة في الوطن العربي
أنا ثاني عربية أطرق باب تصميم المجوهرات وسبقتني عزة فهمي من مصر
جلنار الاخباري -أسعد العزوني
قالت مصصمة المجوهرات الأردنية ناديا الدجاني، أنها تحولت من الهندسة المعمارية إلى فن تصميم المجوهرات لأنها تحب مواد تصميم المجوهرات أكثر من الإسمنت والحجارة ،مضيفة انها ثاني عربية تطريق باب التصميم عام 1991،وسبقتها المصرية عزة فهمي عام 1970،كما أن الخليج بدا يخوض في هذا الفن قبل 3 سنوات.
وأوضحت ل”جلنار”أن فن تصميم المجوهرات يشهد إنطلاقة قوية في الوطن العربي،وأنها اول أردنية تدخل في هذا المجال،مشيرة إلى ان الخليجيات هن أكبر المشترين للمجوهرات الشرقية.
وإلى نص الحوار:
ما هي الفلسفة التي يقوم عليها فن تصميم المجوهرات؟
تقوم فلسفة تصميم المجوهرات على فكرة تجسيد التراث العربي بطريقة عصرية ،لإكتشاف المواضيع التي تمثل هويتنا الشرقية بشكل عام،فالزخرفات الإسلامية والأحجار الكريمة مثل العقيق وغيره والتصميم الروماني ،كل ذلك يدل على هوية المكان،ولا ننسى أن منطقتنا إحتضنت العديد من الحضارات كالرومانية والكنعانية والآشورية والفارسية والبيزنطية ،ولا تزال هناك عشر مدن رومانية تربط سوريا بفلسطين عبر الأردن وهي مدن “الديكابولس”العشر، وهذا ما يجعل كافة مجموعاتي ترمز للتاريخ ،وأن كل من يشاهدها يتعلم تاريخ اللأردن والمنطقة عبر العصور ،وآخر مجموعة إشتغلتها للمتحف البريطاني كانت آشورية.
إلى متى يعود هذا الفن ومن أول من إستخدمه؟
كان القدماء يستخدمون الحجارة والعظام ويشكلونها للسيدات والرجال والأطفال للزينة كما لو أنها مجوهرات، ونحن حاليا نقوم بإكمال مسيرة القدماء مثل الفراعنة بمصر والكنعانيين في فلسطين والآشوريين في العراق وكذلك الرومان وأمريكا الجنوبية والفايكنغ والصين واليابان ،ولا ننسى أن لكل حضارة طابعها الخاص.
هناك من يقول أن أعمالك توحي بأننا نعيش في عصر الهندسة الصحراوية وفن ما قبل التاريخ لماذا؟
تعود رموزي إلى مرحلة ما قبل التاريخ فعلا،مثل الكف والعين وهي رموز من ثقافتنا العربية الشرقية،فالكف مثلا يعود للفراعنة الذين إستخدموه للحماية،ولم يتوقف إستخدام الكف رغم التقدم الحضاري،وأقوم بإستخدام الكف حسب طريقتي،وكذلك العين فهي تراث مصري ترمز للحماية وما تزال حاضرة رغم مرور 7 آلاف عام على الفراعنة.
ما هي الخطوط التي ترسمين بها ملامح إبداعاتك؟
أرتكز في عملية على الإستيحاء من التاريخ وبعث رموزه وإلباسها ثوب العصرنة ،بمعنى أنني أجسد الفكر بمجوهراتي ،وعندما أبدأ بتنفيذ الفكرة لا أضع خططا قبلية لذلك،ولا أعرف إلى أين يقودني إبداعي ،وأعمل على خلط الأفكار وأصل إلى منتج نهائي يرمز إلى الماضي لكن بمظهر عصري.
ما هي طقوسك المتبعة أثناء التصميم؟
ليس لدي وقت محدد للتصميم ،بمعنى أنني أنقاد للفكرة التي تفرض نفسها عليّ فجأة ولا أقودها،وعندما أبدأ بالتصميم أنفصل عن الواقع ،وإن تحدث معي أحد فلن أرد عليه ،لأنني أكون مندمجا مع الأفكار التي تدور في رأسي.
من الهندسة المعمارية إلى فن تصميم المجوهرات ..كيف تم ذلك؟
لا إختلاف بين الهندسة المعمارية وتصميم المجوهرات فكلاهما يقوم على التصميم،ولكنني أحب مواد تصميم المجوهرات أكثر من الحجارة والإسمنت، وأنا لم أتحول من الهندسة المعمارية إلى الحاسوب مثلا،بل ما أزال في مجال التصميم.
وجدت نفسي كثيرا في فن تصميم المجوهرات ،لأنني أشعر بالإبداع أكثر ،فأنا أقوم بخلط التصميم بالعمل اليدوي مع الإبداع ،وأقوم بنحت الفكرة بيدي ،وقمت بتدريب العديد من النساء على تصميم المجوهرات ويعمل معي في مشغلي قرابة العشرين إمراة.
ما الذي يميز مجوهراتك ؟
لكل فنان بصمته الخاصة،لذلك يميز الجميع عملي من خلال بصمتي التي تظهر إبداعي،وعملي نمط له طابعه الخاص الذي يترك أثرا عند المشاهد وأصبح مقرونا بي.
لدي طريقة خاصة في التصميم وهي كما قلت إضفاء روح الحداثة على التاريخ وإبرازه وكأنه إبن اليوم،كتعبير عن التواصل بين الأجيال،فأنا أعمل على إستحداث التاريخ ونفض الغبار عنه ،ووضعه قلائد وأقراط وغير ذلك على جيد الحسناوات وحول أصابعهم ويعلقنه في آذانهن للزينة وإبراز جمالهن.
ليس لدي أحجار محددة ولا ألوان بعينها أركز عليها،لعدم رغبتي في حصر نفسي في نمط محدد يصعب عليّ الخروج منه ، وأترك الأفق مفتوحا أمامي ،وأتميز بطريقة مزج المواد والألوان.
لكل مجموعة قصة ودراسة وتاريخ أكتبها على كرت خاص أعطيه للزبون ليكون بمثابة هوية للقطعة.
ما هي ردود أفعال المشاهدين لأعمالك في المعارض الدولية؟
شاركت في معارض دولية في لندن وامريكا ودبي وفرنسا ،وكانت كلها للتجار ،الذين أبدوا إهتماما شديا بأعمالي لخصوصيتها وملاءمتها لجميع الأعمار، فهناك قطع إشترتها بنت الخمسة عشر عاما وذات الثمانين عاما،وهناك إقبال كبير على عملي من الغرب والشرق،ويأتي إعجابهم بأعمالي لحبهم للذوق الحديث في التصميم ،وهناك رجال من زبائني .
ما مغزى أسماء مجموعاتك؟
لكل مجموعة إسم ولكل إسم مغزى ،فالقصور الصحراوية ترمز إلى الرومان ،وكذلك الطلاسم للفراعنة والعين وكذلك الحال بالنسبة للكنعانيين واليونان والحضارة الإسلامية التي يدل عليها الزخرفات.
ما هو واقع تصميم المجوهرات في الأردن والوطن العربي؟
لا شك ان فن تصميم المجوهرات جديد في المنطقة ،وأنا أول أردنية أطرق هذا الباب عام 1991 في لندن ،وسبقتني إليه في مصر عزة فهمي عام 1970،ويشهد هذا الفن رواجا في الأردن والوطن العربي وكذلك الخليج ،الذي دخله هذا الفن قبل نحو 3 سنوات،وتعد الخليجيات أكبر المشترين للمجوهرات الشرقية،وهناك طلب كبير في الخليج على المجوهرات الشرقية.